مدونة أحمد

فشة غل!

-
15 ديسمبر 2017

أعمل كقائد فريق برمجي في هكسا كونكشن، شعرت بالاحباط مؤخرا، كتبت رسالة لجميع أعضاء المنظمة، لكن قررت أن أنشرها هنا، فكانت:

مرحبا جميعا ..

أعلم أنك تتساءل عن سبب وصول رسالتي هذه لك، لكن هي مجرد خاطرة أحببت مشاركتها مع الجميع.

ربما سمعتم مؤخرًا عن فريق هكسا البرمجي، وبالمحاولات التي نقوم بها منذ خمسة أشهر لأجل “تكوين” فريق يُعتَمد عليه، ليس فقط لصالح منظمة هكسا إنما – وهنا أقسم – لصالح ليبيا ككل. البرمجة في ليبيا بعيدة كل البعد عن حقيقتها كبرمجة، في ليبيا هي مجرد “تطبيق يعمل”، مجرد “تطبيق يعمل” لا يراعي أيا من المعايير المتعارف عليها، بداية من جودة التصميم والكتابة وصولا إلى تجارب الأداء.

محاولات عديدة لست براضٍ عنها، ولا كما أملت – شخصيا – أن تكون. سخّرنا الكثير من الوقت والجهد، دربنا فريق مبرمجي الويب لمدة 6 أسابيع، ثم كونّا فريق مبرمجي تطبيقات الهواتف وأخذنا معه أسلوب ما يعرف بالـ Project-Based Learning .. والنتيجة ؟ لا شيء يذكر.. فريق الويب عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية بعد انتهاء التدريب، ولم نسمع أي شيء عنهم. أما الفريق الآخر فهم ما بين متأخرٍ وآخر كسول .. شغوف وآخر “راميها ع الحيط” ..

إن نشوة تعلّم مهارة جديدة لا يضاهيها أي شيء آخر، تشعرك بالقوة، تشعرك بالانفراد، تشعرك بالتميّز، فأنت تتعلم في الوقت الذي ينوح فيه غيرك، تصبح أقوى وأفضل يوما بعد يوم، لكن لكي تتعلم يجب أن تضحي، فلا شيء يأتي بسهولة كما يعلم الجميع.

إن وجودنا في دولة كليبيا أثر على سلوك الجميع، أنت تعلم يقينًا أنك تستطيع النجاة مهما ساءت الظروف، فلكل منا بيتٌ يعود إليه. قد يتزوج الشاب ويستمر في العيش مع أهله، لن يسخر منه أحد، بل سيقولون “خيرًا فعل”، وقد تتزوج الفتاة ويجلسها شريكها في البيت ويقولون أيضا “خيرًا فعل” حتى وإن تطلقت ستعود إلى بيتها ويقولون “ افتكت منه!”، الخلاصة لا أحد يخشى المستقبل هنا لا أحد. يقول لسان حالنا: إن كان أحمق كوالدي استطاع النجاة فكيف بأنا الذكي لا استطيع!، الكل يرى نفسه بعين شيطانه. نحن في الحقيقة لا نبالي، قد أرغب في أن أكون مبرمجا اليوم وأغير رأيي غدا، نعم فأنا أستطيع النجاة، قد أصبح كاتبًا، فشلت ؟ حسنا فلنجرب التصوير الفوتوغرافي لعله ينفع، لم ينفع ؟ فلنبحث عن شيء جديد، أخبرتك يا صديقي أنت تعلم يقينا أنك تستطيع النجاة، وأنت تعلم أن “ آخرتها نحصل تعيين وتمشي الأمور، غالبا! “.

عموما، أنا وأنت نعلم أن شعور الأمان هذا لن يزول قريبا، لن يزول ونحن على قيد الحياة على الأقل. اسمح لي أن أتجاوز حدودي وأضمن لك هذا، فلما الشقاء إذا ؟ إن كان مستقبلي مؤمنًا لما تطلب مني أن أقلق ؟ لا أدري .. لا تتوقع مني جوابًا هنا، لست أنا الذي سيجيب، بل أنت، فقط إسأل نفسك “ what on earth am I here for “ .. أو يمكنك قراءة كيف تتعلم أي شيء؟ وتغير شيئا ما في حياتك.