أتذكر أني منذ زمن طويل، وخلال فترات متقطعة دائما ما أبحث عن How To Improve Programming Skills، كما أني دائم التساؤل عن سبب عدم تقدمي/تطوري في مجالي على الرغم من الكثير من المحاولات التي قمت بها. أقصد بالتقدم/التطور هنا = القدرة على الإعطاء لمجتمع المبرمجين، القدرة على خلق شيء جديد أو أن أكون الأول في حل مشكلة ما، أو أن أبتكر Design Pattern جديدا.
يزعجني أن كل ما أنفذه في عملي، كل الـ Frameworks التي أستخدمها وكل الـ Design Patterns التي أتبناها هي من نتاج غيري، لماذا هم ؟ لماذا لسنا نحن ؟ ولماذا لست أنا ؟
غالبا كلما أحاول الإجابة على هذا السؤال، أجد نفسي ألقي باللوم على البيئة المحيطة. فهي كما نعرف جميعا، ليست مناسبة لنا، وليست محفزة كذلك، لكن يوجد شيء آخر مهم – أظنني – لم أسمع من تحدث عنه في السابق، وهو زملاء العمل.
ما أهمية زملاء العمل ؟
تكمن أهمية زملاء العمل في القدرة على خلق بيئة ” تنافسية ” بين بعضهم البعض، عندما تعمل مع زملاء يطمحون إلى إنجاز مهامهم بأفضل صورة ممكنة، فسيهرع الجميع إلى البحث والقراءة.
كانت لي تجربة جميلة في شركة وازر عندما وقّعنا عقد مشروع من نوع جديد، مشروع أكبر من أن يكون مجرد تطويع للووردبريس أو تطويره بالاعتماد على منصة الدروبال كما كنا نفعل دائما، مدة العقد كانت تسمح لنا بالنظر إلى خيارات أخرى أفضل، وقررنا في النهاية تطوير الموقع بالاعتماد على إطار الـ Laravel. لم نكن حديثي عهد بالـ PHP، كنا فقط نحتاج إلى فهم تركيبة الإطار وبدأ العمل فورا.
خلال تلك الفترة، عندما بدأنا في دراسة وفهم تركيبة الإطار، حدث ما أخبرتكم عنه، ” الروح التنافسية ” نقرأ كثيرا، نتناقش أكثر. الجميل أننا لم نكتف فقط بدراسة وفهم الإطار، ولكننا أصبحنا نتناقش عن أفضل Design Pattern يمكننا تبنيه وهذا بالطبع جعلنا جميعا نقرأ عنها ونقارن بينها، تحدثنا وتناقشنا كثيرا بخصوص الـ Refactoring، وهذا ما جعلنا كذلك نقرأ عنها.
خلال فترة قصيرة جدا، تطورنا بشكل أسرع مما تطورناه خلال 3 سنوات قبلها. وما كان هذا ليحدث لو لم نخلق تلك الروح التنافسية داخل الشركة.
وجود “ الروح التنافسية ” داخل المؤسسة التي ستنضم إليها في المستقبل = معيار لا يمكنك تجاهله في زمننا الحالي، خصوصا إن كنت ناشئ في مراحل حياتك الأولى. أن تتطور في مجال عملك حقا يعني أن تبحث عن زملاء عمل مناسبين. ابحث عن من يحبون المعرفة ومشاركتها .. شاركهم ذاك الحب، ابحث عن من يسعون إلى الكمال ويقدسونه .. شاركهم ذاك السعي.